قوله تعالى (لن تغنى) الجمهور على التاء لتأنيث الفاعل، ويقرأ بالياء لان تأنيث الفاعل غير حقيقى، وقد فصل بينهما أيضا (من الله) في موضع نصب لان التقدير: من عذاب الله، والمعنى: لن تدفع الاموال عنهم عذاب الله، و (شيئا) على هذا في موضع المصدر تقديره: غنى ويجوز أن يكون شيئا مفعولا به على المعنى، لان معنى تغنى عنهم تدفع، ويكون من الله صفة لشئ في الاصل قدم فصار حالا، والتقدير لن تدفع عنهم الاموال شيئا من عذاب الله. والوقود بالفتح الحطب وبالضم التوقد، وقيل هما لغتان بمعنى.
قوله تعالى (كدأب) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف، وفى ذلك المحذوف أقوال: أحدها تقديره: كفروا كفرا كعادة آل فرعون، وليس الفعل المقدر هاهنا هو الذى في صلة الذين، لان الفعل قد انقطع تعلقه بالكاف لاجل استيفاء الذين خبره، ولكن بفعل دل عليه " كفروا " التى هى صلة.
والثانى تقديره عذبوا عذابا كدأب آل فرعون، ودل عليه أولئك هم وقود النار.
والثالث تقديره بطل انتفاعهم بالاموال والاولاد كعادة آل فرعون.
والرابع تقديره: كذبوا تكذيبا كدأب آل فرعون، فعلى هذا يكون الضمير في كذبوا لهم، وفي ذلك تخويف لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون، وفى أخذه لآل فرعون (والذين من قبلهم) على هذا في موضع جر عطفا على آل فرعون، وقيل الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره: دأبهم في ذلك مثل دأب آل فرعون، فعلى هذا يجوز في والذين من قبلهم وجهان: أحدهما هو جر بالعطف أيضا، وكذبوا في موضع الحال

_________________________
(١) (قوله والرابعة لدى) يقرأ بالتنوين كقفا كما في القاموس اه‍ مصححة. (*)
[١٢٦]
وقد معه مرادة، ويجوز أن يكون مستأنفا لاموضع له ذكر لشرح حالهم، والوجه.


الصفحة التالية
Icon