قوله تعالى (زين) الجمهور على ضم الزاى، ورفع (حب) ويقرأ بالفتح ونصب حب تقديره: زين للناس الشيطان على ماجاء صريحا في الآية الاخرى، وحركت الهاء بفى (الشهوات) لانها اسم غير صفة (من النساء) في موضع الحال من الشهوات، والنون في القنطار أصل، ووزنه فعلال مثل حملاق، وقيل هى زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى، والذهب والفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب، و (من الذهب) في موضع الحال من المقنطرة (والخيل) معطوف على النساء لا على الذهب والفضة لانها لاتسمى قنطارا، وواحد الخيل خائل، وهو مشتق من الخيلاء مثل طير وطائر، وقال قوم: لا واحد له من لفظه بل هو اسم للجمع والواحد فرس، ولفظه لفظ المصدر، ويجوز أن يكون مخففا من خيل ولم يجمع (الحرث) لانه مصدر بمعنى المفعول، وأكثر الناس على أنه لايجوز إدغام الثاء في الذال هنا لئلا يجمع بين ساكنين لان الراء ساكنة، فأما الادغام في قوله يلهث ذلك فجائز، و (المآب) مفعل من آب يئوب، والاصل مأوب، فلما تحركت الواو وانفتح ماقبلها في الاصل وهو آب قلبت ألفا.
قوله تعالى (قل أؤنبئكم) يقرأ بتحقيق الهمزتين على الاصل، وتقلب الثانية واوا خالصة لانضمامها وتليينها وهو جعلها بين الواو والهمزة، وسوغ ذلك انفتاح ماقبلها (بخير من ذلكم) " من " في موضع نصب بخير تقديره: بما يفضل ذلك، ولايجوز أن يكون صفة لخير، لان ذلك يوجب أن تكون الجنة ومافيها مما رغبوا فيه بعضا لما زهدوا فيه من الاموال ونحوها (للذين اتقوا) خبر المبتدأ الذى هو (جنات) و (تجرى) صفة لها.
وعند ربهم يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون ظرفا للاستقرار. والثانى أن يكون صفة للجنات في الاصل قدم فانتصب على الحال ويجوز أن يكون العامل تجرى، و (من تحتها) متعلق بتجرى، ويجوز أن يكون حالا من (الانهار) أى تجرى الانهار كائنة تحتها.


الصفحة التالية
Icon