قوله تعالى (الميت من الحى) يقرأ بالتخفيف والتشديد، وقد ذكرناه في قوله " إنما حرم عليكم الميتة " (بغير حساب) يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف: أى ترزق من تشاؤه غير محاسب، ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل: أى تشاء غير محاسب له أو غير مضيق له، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أو مفعول محذوف: أى رزقا غير قليل.
قوله تعالى (لايتخذ المؤمنون) هو نهى، وأجاز الكسائى فيه الرفع على الخبر، والمعنى لايبتغى (من دون) في موضع نصب صفة لاولياء (فليس من الله في شئ) التقدير فليس في شئ من دين الله، فمن الله في موضع نصب على الحال لانه صفة للنكرة قدمت عليه (إلا أن تتقوا) هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب، وموضع أن تتقوا نصب لانه مفعول من أجله، وأصل (تقاة) وقية، فأبدلت الواو تاء لانضمامها ضما لازما مثل نحاة، وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ماقبلها وانتصابها على الحال، ويقرأ تقية ووزنها فعيلة، والياء بدل من الواو أيضا (ويحذركم الله نفسه) أى عقاب نفسه، كذا قال الزجاج، وقال غيره: لاحذف هنا.
قوله تعالى (ويعلم مافى السموات) هو مستأنف، وليس من جواب الشرط لانه يعلم مافيها على الاطلاق.
قوله تعالى (يوم تجد) يوم هنامفعول به: أى اذكر، وقيل هو ظرف والعامل فيه " قدير " وقيل العامل فيه " وإلى الله المصير " وقيل العامل فيه: ويحذركم
[١٣١]
الله عقابه يوم تجد فالعامل فيه العقاب لا التحذير، (وما عملت) مافيه بمعنى الذى، والعائد محذوف وموضعه نصب مفعول أول، و (محضرا) المفعول الثانى هكذا ذكروا، والاشبه أن يكون محضرا حالا، وتجد المتعدية إلى مفعول واحد (وماعملت من سوء) فيه وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى أيضا معطوفة على الاولى، والتقدير: وماعملت من سوء محضرا أيضا، و (تود) على هذا في موضع نصب على الحالوالعامل تجد.


الصفحة التالية
Icon