قوله تعالى (غلاما) اسم يكون ولى خبره، ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لى متعلقا بها أو حالا من غلام أى أنى يحدث غلام لى؟ وأنى بمعنى كيف أو من أين (بلغنى الكبر) وفى موضع آخر " بلغت من الكبر " والمعنى واحد لان مابلغك فقد بلغته (عاقر) أى ذات عقر فهو على النسب وهو في المعنى مفعول أى معقورة ولذلك لم يلحق تاء التأنيث (كذلك) في موضع نصب: أى يفعل مايشاء فعلا كذلك.
قوله تعالى (اجعل لى آية) أى صير لى، فآية مفعول أول ولى مفعول ثان (آيتك) مبتدأ، و (ألا تكلم) خبره، وإن كان قد قرئ تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير: إنك لاتكلم كقوله " ألا يرجع إليهم قولا " (إلا رمزا) استثناء من غير الجنس، لان الاشارة ليست كلاما، والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم وهو مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع، ويجوز أن يكون مسكن الميم في الاصل، وإنما أتبع الضم الضم، ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع، وضم إتباعا كاليسر واليسر (كثيرا) أى ذكرا كثيرا، و (العشى) مفرد وقيل جمع عشية (والابكار) مصدر، والتقدير: ووقت الابكار، يقال أبكر إذا دخل في البكرة.
قوله تعالى (وإذ قالت) تقديره، واذكر إذ قالت: وإن شئت كان معطوفا على " إذ قالت امرأة عمران " والاصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الاطباق، وكرر اصطفى إما توكيدا وإما ليبين من اصطفاها عليهم.

_________________________
(١) القراء تان جيدتان صحيحتان فلا عبرة بكراهة قوم لحوق تاء التأنيث في قوله (فنادته) اه‍ مصحح. (*)
[١٣٤]
قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب) يجوز أن يكون التقدير الامر ذلك فعلى هذا من أنباء الغيب حال من ذا، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ومن أنباء خبره، ويجوز أن يكون (نوحيه) خبر ذلك، ومن أنباء حالا من الهاء في نوحيه، ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أى الايحاء مبدوء به من أنباء الغيب (إذ يلقون) ظرف لكان.


الصفحة التالية
Icon