قوله تعالى (فأما الذين كفروا) يجوز أن يكون الذين مبتدأ (فأعذبهم) خبره ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسره فأعذبهم تقديره فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف، وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له، وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة، ولايجوز أن يقدر الفعل قبل الذين لان أما لايليها الفعل، ومله (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم) " وأما ثمود فهديناهم " فيمن نصب.
قوله تعالى (ذلك نتلوه) فيه ثلاثة أوجه: أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره.
والثانى المبتدأ محذوف وذلك خبره: أى الامر ذلك، ونتلوه في موضع الحال: أى الامر المشار إليه متلوا، و (من الآيات) حال من الهاء، والثالث ذلك مبتدأ، ومن الآيات خبره، ونتلوه حال، والعامل فيه معنى الاشارة، ويجور أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دل عليه نتلوه، تقديره: نتلو ذلك فيكون من الآيات حالا من الهاء أيضا، و (الحكيم) هنا بمعنى المحكم.
قوله تعالى (خلقه من تراب) هذه الجملة تفسير للمثل فلا موضع لها، وقيل موضعها حال من آدم، وقد معه مقدرة، والعامل فيها معنى التشبيه، والهاء لآدم ومن متعلقة بخلق، ويضعف أن يكون حالا لانه يصير تقديره: خلقه كائنا من تراب، وليس المعنى عليه (ثم قال له) ثم هاهنا لترتيب الخبر لالترتيب المخبر عنه لان قوله (كن) لم يتأخر عن خلقه، وإنما هو في المعنى تفسير لمعنى الخلق، وقد جاء ت ثم غير مقيدة بترتيب المخبر عنه كقوله " فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد " وتقول: زيد عالم ثم هو كريم، ويجوز أن تكون لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا، ثم قال له كن لحما ودما.
قوله تعالى (فمن حاجك فيه) الهاء ضمير عيسى، ومن شرطية، والماضى بمعنى المستقبل و (ما) بمعنى الذى، و (من العلم) حال من ضمير الفاعل.
[١٣٨]


الصفحة التالية
Icon