قوله تعالى (سواء) الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة، ويقرأ " سواء " بالنصب على المصدر، ويقرأ " كلمة " بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل مثل فخذ وكبد (بيننا وبينكم) ظرف لسواء: أى لتستوى الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء، وهو صفة مؤنث، لانه مصدر وصف به، فأما قوله (ألا نعبد) ففى موضعه وجهان: أحدهما جر بدلا من سواء أو من كلمة، تقديره: تعالوا إلى ترك عبادة غير الله، والثانى هو رفع تقديره: هى أن لانعبد إلا الله، وأن هى المصدرية، وقيل تم الكلام على سواء ثم استأنف فقال بيننا وبينكم أن لانعبد: أى بيننا وبينكم التوحيد، فعلى هذا يجوز أن يكون أن لانعبد مبتدأ والظرف خبره، والجملة صفة لكلمة، ويجوز أن يرتفع ألا نعبد بالظرف (فإن تولوا) هو ماض، ولايجوز أن يكون التقدير: يتولوا لفساد المعنى، لان قوله (فقولوا اشهدوا) خطاب للمؤمنين، ويتولوا للمشركين، وعند ذلك لايبقى في الكلام جواب الشرط، والتقدير: فقولوا لهم.
قوله تعالى (لم تحاجون) الاصل لما، فحذفت الالف لما ذكرنا في قوله " فلم تقتلون " واللام متعلقة بتحاجون (إلا من بعده) من يتعلق بأنزلت، والتقدير من بعد موته.
[١٣٩]
قوله تعالى (هاأنتم) ها للتنبيه، وقيل هى بدل من همزة الاستفهام، ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد، وبتليين الهمزة والمد، وبالقصر والهمز، وقد ذكرنا إعراب هذا الكلام في قوله " ثم أنتم هؤلاء تقتلون " (فيما) هى بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، و (علم) مبتدأ ولكم خبره، وبه في موضع نصب على الحال لانه صفة لعلم في الاصل قدمت عليه، ولايجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول، فإن علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز، وهو الذى يسمى تبيينا.


الصفحة التالية
Icon