قوله تعالى (ولا يأمركم) يقرأ بالرفع: أى ولايأمركم الله أو النبى فهو مستأنف ويقرأ بالنصب عطفا على يقول فيكون الفاعل ضمير النبى أو البشر، ويقرأ بإسكان الراء فرارا من توالى الحركات، وقد ذكر في البقرة (إذ) في موضع جر بإضافة بعد إليها (وأنتم مسلمون) في موضع جر بإضافة إذا إليها.
قوله تعالى (لما آتيتكم) يقرأ بكسر اللام، وفيما يتعلق به وجهان: أحدهما أخذ: أى لهذا المعنى، وفيه حذف مضاف تقديره: لرعاية ماآتيتكم، والثانى أن يتعلق بالميثاق لانه مصدر: أى توثقنا عليهم لذلك، ومابمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف و (من كتاب) حال من المحذوف أو من الذى. ويقرأ بالفتح وتخفيف " ما " وفيها وجهان: أحدهما أن مابمعنى الذى، وموضعها رفع بالابتداء، واللام لام الابتداء دخلت لتوكيد معنى القسم.
وفى الخبر وجهان: أحدهما من كتاب وحكمة: أى الذى أوتيتموه من الكتاب، والنكرة هنا كالمعرفة، والثانى الخبر لتؤمنن به والهاء عائدة على المبتدإ واللام جواب القسم، لان أخذ الميثاق قسم في المعنى، فأما قوله (ثم جاء كم) فهو معطوف على ماآتيتكم، والعائد على " ما " من هذا المعطوف فيه وجهان: أحدهما تقديره: ثم جاء كم به، واستغنى عن إظهاره بقوله به فيما بعد، والثانى أن قوله (لما معكم) في موضع الضمير تقديره: مصدق له، لان الذى معهم هو الذى آتاهم، ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل
[١٤٢]
في مع، ويجوز أن تكون الهاء في (به) تعود على الرسول، والعائد على المبتدإ محذوف وسوغ ذلك طول الكلام، وأن تصديق الرسول تصديق للذى أوتيه.
والقول الثانى أن " ما " شرط واللام قبله لتلقى القسم كالتى في قوله " لئن لم ينته المنافقون " وليست لازمة بدليل قوله " وإن لم ينتهوا عما يقولون " فعلى هذا تكون " ما " في موضع نصب بآتيت، والمفعول الثانى ضمير المخاطب، ومن كتاب مثل من آية في قوله " ماننسخ من آية " وباقى الكلام على هذا الوجه ظاهر.


الصفحة التالية
Icon