والثالث أنه راجع إلى الميت أو الموروث لتقدم ما يدل عليه (فإن كانوا) الواو ضمير الاخوة من الام المدلول عليهم بقوله أخ أو أخت، و (ذلك) كناية عن الواحد (يوصى بها) يقرأ بكسر الصاد: أى يوصى بها المحتضر، وبفتحها على مالم يسم فاعله، وهو في معنى القراء ة الاولى، ويقرأ بالتشديد على التكثير (غير مضار) حال من ضمير الفاعل في يوصى، والجمهور على تنوين مضار، والتقدير غير مضار بورثته، و (وصية) مصدر لفعل محذوف: أى وصى الله بذلك ودل على المحذوف قوله غير مضار.
وقرأ الحسن غير مضار وصية بالاضافة. وفيه وجهان: أحدهما تقديره: غير مضار أهل وصية أو ذى وصية فحذف المضاف. والثانى تقديره: غير مضار وقت وصية فحذف، وهو من إضافة الصفة إلى الزمان ويقرب من ذلك قولهم هو فارس حرب: أى فارس في الحرب، ويقال: هو فارس زمانه: أى في زمانه كذلك التقدير للقراء ة غير مضار في وقت الوصية.
قوله تعالى (يدخله) في الآيتين بالياء والنون ومعناهما واحد (نارا خالدا فيها) نارا مفعول ثان ليدخل، وخالدا حال من المفعول الاول، ويجوز أن يكون صفة لنار، لانه لو كان كذلك لبرز ضمير الفاعل لجريانه على غير من هوله، ويخرج على قول الكوفيين جواز جعله صفة لانهم لا يشترطون إبراز الضمير في هذا النحو.
قوله تعالى (واللاتى) هو جمع التى على غير قياس، وقيل هى صيغة موضوعة للجمع وموضوعها رفع بالابتداء، والخبر (فاستشهدوا عليهن) وجاز ذلك وإن
[١٧١]


الصفحة التالية
Icon