وفيه وجهان: أحدهما أنها هى الفاعلة أى تبين حال مرتكبها. والثانى أنه من اللازم، يقال: بان الشئ وأبان وتبين واستبان وبين بمعنى واحد، ويقرأ بكسر الباء وسكون الياء، وهو على الوجهين في المشددة المكسورة (بالمعروف) مفعول أو حال (أن تكرهوا) فاعل عسى، ولا خبر لها هاهنا، لان المصدر إذا تقدم صارت عسى بمعنى أقرب، فاستغنت عن تقدير المفعول المسمى خبرا.
قوله تعالى (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج) ظرف للاستبدال. وفى قوله (وآتيتم إحداهن قنطارا) إشكالان: أحدهما أنه جمع الضمير والمتقدم زوجان. والثانى أن التى يريد أن يستبدل بها هى التى تكون قد أعطاها مالا فينهاه عن أخذه، فأما التى يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهى عن أخذه، ويتأيد ذلك بقوله " وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض " والجواب عن الاول أن المراد بالزوج الجمع، لان الخطاب لجماعة الرجال وكل منهم قد يريد الاستبدال، ويجوزأن يكون جمعا، لان التى يريد أن يستحدثها، يفضى حالها إلى أن
[١٧٣]
تكون زوجا، وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالاولى، فجمع على هذا المعنى.
وأما الاشكال الثانى ففيه جوابان: أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر، والاصل آتيتموهن، والثانى أن المستبدل بها مبهمة فقال " إحداهن " إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها، وقد ذكرنا نحوا من هذا في قوله " فتذكر إحداهما الاخرى " (بهتانا) فعلان من البهت، وهو مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولا له.


الصفحة التالية
Icon