والثانى أن ما بمعنى الذى، والذى كناية عن الفعل: أى وأحل لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم، وأن تبتغوا بدل منه ويجوز أن يكون أن تبتغوا في هذا الوجه مثله في الوجه الاول، و (محصنين) حال من الفاعل في تبتغوا (فما استمتعتم) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى من والهاء في (به) تعود على لفظها، والثانى هى بمعنى الذى، والخبر (فآتوهن) والعائد منه محذوف، أى لاجله فعلى الوجه الاول يجوز أن تكون شرطا، وجوابها فآتوهن والخبر فعل الشرط وجوابه أو جوابه فقط على ماذكرناه في غير موضع، ويجوز على الوجه الاول أن تكون بمنى الذى، ولا تكون شرطا بل في موضع رفع بالابتداء، واستمتعتم صلة لها، والخبر فآتوهن، ولا يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى، ولان الهاء في به تعود على ما، والمصدرية لا يعود عليها ضمير (منهن) حال من الهاء في به (فريضة) مصدر لفعل محذوف، أو في موضع الحال على ماذكرنا في آية الوصية.
قوله تعالى (ومن لم يستطع) شرط وجوابه " فما ملكت " و (منكم) حال من الضمير في يستطع (طولا) مفعول يستطع، وقيل هو مفعول له وفيه حذف مضاف: أى لعدم الطول، وأما (أن ينكح) ففيه وجهان: أحدهما هو بدل من طول وهو بدل الشئ من الشئ وهما لشئ واحد لان الطول هو القدرة أو الفضل، والنكاح قوة وفضل.
والثانى أن لا يكون بدلا بل هو معمول طول، وفيه على هذا وجهان: أحدهما هو منصوب بطول، لان التقدير: ومن لم يستطع أن ينال
[١٧٦]
نكاح المحصنات، وهو من قولك طلته: أى نلته، ومنه قول الفرزدق:
إن الفرزدق صخرة عادية * طالت فليس ينالها الاوعالا
أى طالت الاوعالا.