قوله تعالى (قوامون على النساء) على متعلقة بقوامون، و (بما) متعلقة به أيضا، ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلقهما بشئ واحد، فعلى على هذا لها معنى غير معنى الباء، ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره: مستحقين بتفضيل الله إياهم، وصاحب الحال الضمير في قوامون ومامصدرية، فأما " ما " في قوله (وبما أنفقوا) فيجوز أن تكون مصدرية، فتتعلق من بأنفقوا، ولا حذف في الكلام، ويجوز أن تكون بمعنى الذى والعائد محذوف: أى وبالذى أنفقوه، فعلى هذا يكون (من أموالهم) حالا (فالصالحات) مبتدأ (قانتات حافظات) خبران عنه، وقرئ " فالصوالح قوانت حوافظ " وهو جمع تكثير دال على الكثرة، وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه، وقد استعمل فيها كقوله تعالى " وهم في الغرفات آمنون " (بما حفظ الله) في " ما " ثلاثة أوجه بمعنى الذى ونكرة موصوفة، والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية، وقرئ " بما حفظ الله " بنصب اسم الله وما على هذه القراء ة بمعنى الذى أو نكرة، والمضاف محذوف والتقدير: بما حفظ أمر الله أو دين الله.
وقال قوم: هى مصدرية، والتقدير: حفظهن الله، وهذا خطأ لانه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل، لان الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره، فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله، وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس، وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير " واللاتى تخافون) مثل قوله " واللاتى يأتين الفاحشة " ومثل " واللذان يأتيانها " وقد ذكرا (واهجروهن في المضاجع) في " في " وجهان: أحدهما هى ظرف للهجران: أى اهجروهن في مواضع الاضطجاع: أى اتركوا مضاجعهن دون ترك مكالمتهن:
[١٧٩]