قوله تعالى (أن نرسل) أى من أن نرسل فهى في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه، وقد ذكرت نظائره (أن كذب) في موضع رفع فاعل " منعنا " وفيه حذف مضاف تقديره: إلا إهلاك التكذيب، وكانت عادة الله إهلاك من كذب بالآيات الظاهرة، ولم يرد إهلاك مشركى قريش لعلمه بإيمان بعضهم وإيمان من يولد منهم (مبصرة) أى ذات إبصار: أى يستبصر بها، وقيل مبصرة دالة كما يقال للدليل مرشد، ويقرأ بفتح الميم والصاد: أى تبصرة (تخويفا) مفعول له أو مصدر في موضع الحال.
قوله تعالى (وإذ قلنا) أى اذكر (والشجرة) معطوف على الرؤيا والتقدير: وماجعلنا الشجرة إلا فتنة، وقرئ شاذا بالرفع، والخبر محذوف: أى فتنة، ويجوز أن يكون الخبر (في القرآن).
قوله تعالى (طينا) هو حال من " من " أو من العائد المحذوف، فعلى الاول يكون العامل فيه اسجد، وعلى الثانى خلقت، وقيل التقدير: من طين، فلما حذف الحرف نصب.
[٩٤]
قوله تعالى (هذا) هو منصوب بأرأيت، و (الذى) نعت له، والمفعول الثانى محذوف تقديره: تفضيله أو تكريمه، وقد ذكر الكلام في أرأيتك في الانعام.
قوله تعالى (جزاء) مصدر: أى تجزون جزاء، وقيل هو حال موطئة، وقيل هو تمييز (من استطعت) " من " استفهام في موضع نصب باستطعت: أى من استطعت منهم استفزازه، ويجوز أن تكون بمعنى الذى (ورجلك) يقرأ بسكون الجيم، وهم الرجالة، ويقرأ بكسرها وهو فعل من رجل يرجل إذا صار راجلا، ويقرأ " ورجالك " أى بفرسانك ورجالك (ومايعدهم) رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
قوله تعالى (ربكم) مبتدأ، و (الذى) وصلته الخبر، وقيل هو صفة لقوله " الذى فطركم " أو بدل منه، وذلك جائز وإن تباعد مابينهما.
قوله تعالى (إلا إياه) استثناء منقطع، وقيل هو متصل خارج على أصل الباب.
قوله تعالى (أن نخسف) يقرأ بالنون والياء، وكذلك نرسل ونعيدكم ونغرقكم (بكم) حال من (جانب البر) أى نخسف جانب البر وأنتم، وقيل الباء متعلقة بنخسف: أى بسببكم.