قوله تعالى (من دونكم) صفة لبطانة، قيل من زائدة لان المعنى بطانة دونكم في العمل والايمان (لايألونكم) في موضع نعت لبطانة أو حال مما تعلقت به من، ويألوا يتعدى إلى مفعول واحد، و (خبالا) على التمييز، ويجوز أن يكون انتصب لحذف صرف لجزء تقديره: لايألونكم في تخبيلكم، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال (ودوا) مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يألونكم، وقد معه مرادة، ومامصدرية، أى عنتكم (قد بدت البغضاء) حال أيضا، ويجوز أن يكون مستأنفا (من أفواههم) مفعول بدت، ومن لابتداء الغاية، ويجوز أن يكون حالا: أى ظهرت خارجة من أفواههم.
قوله تعالى (ها أنتم أولاء تحبونهم) قد ذكر إعرابه في قوله " ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم " (بالكتاب كله) الكتاب هنا جنس: أى بالكتب كلها، وقيل هو واحد (عضوا عليكم) عليكم مفعول عضوا، ويجوز أن يكون حالا أى حنقين عليكم (من الغيظ) متعلق بعضوا أيضا، ومن لابتداء الغاية: أى من أجل الغيظ، ويجوز أن يكون حالا: أى مغتاظين (بغيظكم) يجوز أن يكون مفعولا به كما تقول: مات بالسم: أى بسببه، ويجوز أن يكون حالا: أى موتوا مغتاظين.
قوله تعالى (لايضركم) يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء على أنه جواب الشرط وهو من ضار يضير ضيرا بمعنى ضر ويقال فيه ضاره يضوره بالواو، ويقرأ بضم الضاد وتشديد الراء وضمها، وهو من ضر يضر، وفى رفعه ثلاثة أوجه: أحدها أنه فيه نية التقديم: أى لا يضركم كيدهم شيئا إن تتقوا، وهو قول سيبويه.
والثانى أنه حذف الفاء، وهو قول المبرد، وعلى هذين القولين الضمة إعراب.
[١٤٨]
والثالث أنها ليست إعرابا بل لما اضطر إلى التحريك حرك بالضم إتباعا لضمة الضاد، وقيل حركها بحركتها الاعرابية المستحقة لها في الاصل، ويقرأ بفتح الراء على أنه مجزوم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين إذ كان أخف من الضم والكسر (شيئا) مصدر: أى ضررا.