قوله تعالى (إذا ضربوا في الارض) يجوز أن تكون إذا هنا تحكى بها حالهم، فلا يراد بها المستقبل لا محالة، فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا وهو للماضى، ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين، ويراد بها المستقبل المحكى به الحال، فعلى هذا يكون التقدير: يكفرون ويقولون لاخوانهم (أو كانوا غزى) الجمهور على تشديد الزاى وهو جمع غاز، والقياس غزاة كقاض وقضاة، لكنه جاء على فعل حملا على الصحيح نحو شاهد وشهد وصائم وصوم. ويقرأ بتخفيف الزاى وفيه وجهان: أحدهما أن أصله غزاة، فحذفت الهاء تخفيفا لان التاء دليل الجمع، وقد حصل ذلك من نفس الصفة.
والثانى أنه أراد قراء ة الجماعة، فحذف إحدى الزايين كراهية التضعيف (ليجعل الله) اللام تتعلق بمحذوف: أى ندمهم أو أوقع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة، وجعل هنا بمعنى صير، وقيل اللام هنا لام العاقبة: أى صار أمرهم إلى ذلك كقوله " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا ".
قوله تعالى (أو متم) الجمهور على ضم الميم وهو الاصل، لان الفعل منه يموت، ويقرأ بالكسر وهو لغة، يقال مات يمات مثل خاف يخاف، فكما تقول خفت تقول مت (لمغفرة) مبتدأ، و (من الله) صفته (ورحمة) معطوف عليه، والتقدير: ورحمة لهم، و (خير) الخبر، ومابمعنى الذى، أو نكرة موصوفة والعائد محذوف، ويجوزأن تكون مصدرية ويكون المفعول محذوفا: أى من جمعهم المال.
قوله تعالى (لالى الله) اللام جواب قسم محذوف، ولدخولها على حرف الجر جاز أن يأتى (يحشرون) غير مؤكد بالنون، والاصل لتحشرون إلى الله.
قوله تعالى (فبما رحمة) ما زائدة، وقال الاخفش وغيره: يجوز أن تكون نكرة بمعنى شئ، ورحمة بدل منه، والباء تتعلق بلنت (وشاورهم في الامر) الامر هنا جنس، وهو عام يراد به الخاص، لانه لم يؤمر بمشاورتهم في الفرائض،
[١٥٦]


الصفحة التالية
Icon