قوله تعالى (ذكر رحمة ربك) في ارتفاعه ثلاثة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف: أى هذا ذكر.
والثانى هو مبتدأ والخبر محذوف: أى فيما يتلى عليك ذكر.
والثالث هو خبر الحروف المقطعة ذكره الفراء وفيه بعد لان الخبر هو المبتدأ في المعنى وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة، ولا في ذكر الرحمة معناها، وذكر مصدر مضاف إلى المفعول، والتقدير: هذا أن ذكر ربك رحمته عبده، وقيل هو مضاف إلى الفاعل على الاتساع، والمعنى: هذا إن ذكرت رحمة ربك، فعلى الاول ينتصب عبده برحمة، وعلى الثانى بذكر، ويقرأ في الشاذ " ذكر " على الفعل الماضى، ورحمة مفعول، وعبده فاعل، و (زكريا) بدل على الوجهين من عبده، ويقرأ بتشديد الكاف ورحمة وعبده بالنصب: أى هذا القرآن ذكر النبى عليه الصلاة والسلام أو الامة، و (إذ) ظرف لرحمة أو لذكر.
قوله تعالى (شيبا) نصب على التمييز، وقيل هو مصدر في موضع الحال، وقيل هو منصوب على المصدر من معنى اشتعل لان معناه شاب، و (بدعائك) مصدر مضاف إلى المفعول: أى بدعائى إياك.
قوله تعالى (خفت الموالى) فيه حذف مضاف: أى عدم الموالى أو جور الموالى ويقرأ خفت بالتشديد وسكون التاء، والموالى فاعل: أى نقص عددهم، والجمهور على المد وإثبات الياء في (ورائى) ويقرأ بالقصر وفتح الياء، وهو قصر الممدود.
قوله تعالى (يرثنى) يقرأ بالجزم فيهما على الجواب: أى أن يهب يرث،
[١١١]
وبالرفع فيهما على الصفة لولى، وهو أقوى من الاولى لانه سأل وليا هذه صفته، والجزم لايحصل بهذا المعنى وقرئ شاذا يرثنى وارث على أنه اسم فاعل، و (رضيا) أى مرضيا، وقيل راضيا، ولام الكلمة واو وقد تقدم، و (سميا) فعيل بمعنى مساميا، ولام الكلمة واو من سما يسمو.


الصفحة التالية
Icon