والثالث أن الجملة مستأنفة، وأى استفهام، ومن زائدة: أى لننزعن كل شيعة، وهو قول الاخفش والكسائى، وهما يجيزان زيادة من في الواجب.
والرابع أن أيهم مرفوع بشيعة، لان معناه تشيع، والتقدير: لننزعن من كل فريق يشيع أيهم، وهو على هذا بمعنى الذى، وهو قول المبرد.
والخامس أن ننزع علقت عن العمل، لان معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لايعمل فيما قبله، والتقدير: لننزعنهم تشيعوا أو لم يتشيعوا، أو إن تشيعوا، ومثله لاضربن أيهم غضب: أى إن غضبوا أو لم يغضبوا، وهو قول يحيى عن الفراء، وهو أبعدها عن الصواب.
قوله تعالى (وإن منكم) أى وما أحد منكم فحذف الموصوف، وقيل التقدير: وما منكم إلا من هو واردها، وقد تقدم نظائرها.
قوله تعالى (مقاما) يقرأ بالفتح وفيه وجهان: أحدهما هو موضع الاقامة. والثانى هو مصدر كالاقامة، وبالضم وفيه الوجهان. ولام الندى واو، يقال ندوتهم: أى أتيت ناديهم وجلست في النادى، ومصدره الندو.
قوله تعالى (وكم) منصوب ب (أهلكنا) و (هم أحسن) صفة لكم، و (رئيا) يقرأ بهمزة ساكنة بعد الواو وهو من الرؤية: أى أحسن منظرا، ويقرأ بتشديد الياء من غير همز.
وفيه وجهان: أحدهما أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.
والثانى أن تكون من الرى ضد العطش، لانه يوجب حسن البشرة ويقرأ ريئا بهمزة بعد ياء ساكنة وهو مقلوب.
يقال في رأى أرى، ويقرأ بياء خفيفة من غير همز، ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها، ويقرأ بالزاى والتشديد: أى أحسن زينة، وأصله من زوى يزوى لان المتزين يجمع مايحسنه.
قوله تعالى (قل من كان) هى شرطية والامر جوابها، والامر هنا بمعنى الخبر: أى فليمدن له، والامر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم، و (حتى) يحكى ما بعدها هاهنا، وليست متعلقة بفعل (إما العذاب وإما الساعة) كلاهما بدل مما يوعدون (فسيعلمون) جواب إذا (ويزيد) معطوف على معنى فليمدد: أى فيمد
[١١٧]