وقال الكوفيون التقدير: في النساء اليتامى، فأضاف الصفة إلى الموصوف، ويقرأ في " ييامى " بياء ين والاصل أيامى، فأبدلت الهمزة ياء كما قالوا: فلان ابن أعسر ويعصر، وفى الايامى كلام نذكره في موضعه إن شاء الله.
(وترغبون) فيه وجهان: أحدهما هو معطوف على تؤتون، والتقدير: ولاترغبون، والثانى هو حال: أى وأنتم ترغبون في أن تنكحوهن (والمستضعفين) في موضع جر عطفا على المجرور في يفتيكم فيهن، وكذلك (وأن تقوموا) وهذا أيضا عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وقد ذكره الكوفيون، ويجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على موضع فيهن، والتقدير: ويبين لكم حال المستضعفين وبهذا التقدير يدخل في مذهب البصريين من غير كلفة، والجيد أن يكون معطوفا على يتامى النساء، وأن تقوموا معطوف عليه أيضا: أى وفى أن تقوموا.
قوله تعالى (وإن امرأة) امرأة مرفوع بفعل محذوف: أى وإن خافت امرأة، واستغنى عنه بخافت المذكور.
وقال الكوفيون: هو مبتدأ ومابعده الخبر، وهذا عندنا خطأ لان حرف الشرط لامعنى له في الاسم فهو مناقض للفعل، ولذلك جاء الفعل بعدالاسم مجزوما في قول عدى:
ومتى واغل ينبهم يحيو * ه ويعطف عليه كأس الساقى
[١٩٧]
(من بعلها) يجوز أن يكون متعلقا بخافت، وأن يكون حالا من (نشوزا) و (صلحا) على هذا مصدر واقع موقع تصالح، ويجوز أن يكون التقدير: أن يصالحا فيصلحا صلحا، ويقرأ بتشديد الصاد من غير ألف وأصله يصطلحا، فأبدلت التاء صادا وأدغمت فيها الاولى، وقرئ " يصطلحا " بإبدال التاء طاء وصلحا عليهما في موضع اصطلاح، وقرئ بضم الياء وإسكان الصاد وماضيه أصلح.