والمعنى: ورفعنا فوقهم الجبل تخويفا لهم بسبب نقضهم الميثاق، و (سجدا) حال (لاتعدوا) يقرأ بتخفيف الدال وإسكان العين، يقال: عدا يعدو إذا تجاوز الحد، ويقرأ بتشديد الدال وسكون العين وأصله تعتدوا، فقلب التاء دالا وأدغم، وهى قراء ة ضعيفة لانه جمع بين ساكنين، وليس الثانى حرف مد.
قوله تعالى (فيما نقضهم) مازائدة، وقيل هى نكرة تامة، ونقضهم بدل منها. وفيما تتعلق به الباء وجهان: أحدهما هو مظهر، وهو قوله بعد ثلاث آيات " حرمنا عليهم " وقوله " فبظلم " بدل من قوله " فيما نقضهم " وأعاد الفاء في البدل لما طال الفصل، والثانى أن مايتعلق به محذوف، وفى الآية دليل عليه، والتقدير: فبنقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم أو لعنوا، وقيل التقدير: فيما نقضهم ميثاقهم لايؤمنون، والفاء زائدة (بل طبع الله عليها) أى ليس كما ادعوا من أن قلوبهم أوعية للعلم، و (بكفرهم) أى بسبب كفرهم، ويجوز أن يكون المعنى أن كفرهم صار مغطيا على قلوبهم، كما تقول: طبعت على الكيس بالطين: أى جعلته الطابع (إلا قليلا) أى إيمانا أو زمانا قليلا.
[٢٠١]
قوله تعالى (وبكفرهم) معطوف على وبكفرهم الاول، و (بهتانا) مصدر يعمل فيه القول لانه ضرب منه، فهو كقولهم: قعد القرفصاء، فهو على هذا بمثابة القول في الانتصاب، وقال قوم تقديره: قولا بهتانا، وقيل التقدير: بهتوا بهتانا، وقيل هو مصدر في موضع الحال: مباهتين.


الصفحة التالية
Icon