فلهذا كان مفيدا (مما ترك) في موضع الحال من الثلثان (فإن كانوا) الضمير للورثة، وقد دل عليه ماتقدم (فللذكر) أى منهم (أن تضلوا) فيه ثلاثة أوجه، أحدها هو مفعول يبين: أى يبين لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى، والثانى هو مفعول له تقديره: مخافة أن تضلوا، والثالث تقديره: لئلا تضلوا وهو قول الكوفيين، ومفعول يبين على الوجهين محذوف: أى يبين لكم الحق.

_________________________
(١) قوله (هو ضمير من الخ) أى المقدرة في الكلام ولايخفى أن تقديرها يندفع به الاشكال الآتى فليتأمل اه‍.
سورة طه

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(طه) قد ذكر الكلام عليها في القول الذى جعلت فيه حروفا مقطعة، وقيل معناه يارجل، فيكون منادى، وقيل " طا " فعل أمر وأصله بالهمز، ولكن أبدل من الهمزة ألفا، وها ضمير الارض، ويقرأ طه، وفي الهاء وجهان: أحدهما أنها بدل من الهمزة كما أبدلت في أرقت فقيل هرقت. والثانى أنه أبدل من الهمزة ألفا ثم حذفها للبناء وألحقها هاء السكت.
قوله تعالى (إلا تذكرة) هو استثناء منقطع: أى لكن أنزلناه تذكرة: أى للتذكرة، وقيل هو مصدر: أى لكن ذكرنا به تذكرة، ولايجوز أن يكون مفعولا له لانزلنا المذكورة، لانها قد تعدت إلى مفعول له: وهو " لتشقى " فلا يتعدى إلى آخر من جنسه، ولا يصح أن يعمل فيها لتشقى لفساد المعنى، وقيل تذكرة مصدر في موضع الحال.
قوله تعالى (تنزيلا) هو مصدر: أى أنزلناه تنزيلا، وقيل هو مفعول يخشى، ومن متعلقة به و (العلى) جمع العليا.
[١١٩]
قوله تعالى (له ما في السموات) مبتدأ وخبر، أو تكون " ما " مرفوعة بالظرف وقال بعض الغلاة " ما " فاعل استوى وهو بعيد، ثم هو غير نافع له في التأويل، إذ يبقى قوله " الرحمن على العرش " كلاما تاما، ومنه هرب، وفي الآية تأويلات أخر لا يدفعها الاعراب.
قوله تعالى (وأخفى) يجوز أن يكون فعلا ومفعوله محذوف: أى وأخفى السر عن الخلق، ويجوز أن يكون اسما: أى وأخفى منه.


الصفحة التالية
Icon