قوله تعالى (ثلثمائة سنين) يقرأ بتنوين مائة، وسنين على هذا بدل من ثلاث، وأجاز قوم أن تكون بدلا من مائة، لان مائة في معنى مئات ويقرأ بالاضافة وهو ضعيف في الاستعمال، لان مائة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الاصل، إذ الاصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوى ذلك أن علامة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فكأنها تتمة الواحد (تسعا) مفعول ازدادوا، وزاد متعد إلى اثنين، فإذا بنى على افتعل تعدى إلى واحد (أبصر به وأسمع) الهاء تعود على الله عزوجل، وموضعها رفع لان التقدير: أبصر الله، والباء زائدة، وهكذا في فعل التعجب الذى هو على لفظ الامر.
وقال بعضهم: الفاعل مضمر، والتقدير: أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف فهو أمر حقيقة (ولايشرك) يقرأ بالياء وضم الكاف على الخبر عن الله، وبالتاء على النهى: أى أيها المخاطب.
قوله تعالى (واصبر) هو متعد لان معناه احبس، و (بالغداة والعشى) قد ذكرا في الانعام (ولا تعد عيناك) الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين، وقرأ الحسن تعد عينيك بالتشديد والتخفيف: أى لاتصرفها (أغفلنا) الجمهور على إسكان اللام، و (قلبه) بالنصب: أى أغفلناه عقوبة له أو وجدناه غافلا، ويقرأ بفتح اللام وقلبه بالرفع وفيه وجهان: أحدهما وجدنا قلبه معرضين عنه. والثانى أهمل أمرنا عن تذكرنا.
قوله تعالى (يشوى الوجوه) يجوز أن يكون نعتا لما، وأن يكون حالا من المهل وأن يكون حالا من الضمير في الكاف في الجار (وساء ت) أى ساء ت النار (مرتفقا) أى متكأ أو معناه المنزل.
[١٠٢]
قوله تعالى (إن الذين آمنوا) في خبر إن ثلاثة أوجه: أحدها أولئك لهم جنات عدن، وما بينهما معترض مسدد.
والثانى تقديره: لانضيع أجر من أحسن عملا منهم، فحذف العائد للعلم به.


الصفحة التالية
Icon