والثانى أن يكون الخبر في كتاب، وعند حال العامل فيها الظرف الذى بعدها على قول الاخفش، وقيل يكون حالا من المضاف إليه في علمها. وقيل يكون ظرفا للظرف الثانى، وقيل هو ظرف للعلم.
والثالث أن يكون الظرفان خبرا واحدا، مثل هذا حلو حامض، ولايجوز أن يكون في كتاب متعلقا بعلمها، وعند الخبر لان المصدر لايعمل فيما بعد خبره (لابضل) في موضع جر صفة لكتاب، وفى التقدير وجهان: أحدهما لايضل ربى عن حفظه. والثانى لايضل الكتاب ربى: أى عنه فيكون ربى مفعولا، ويقرأ بضم الياء: أى يضل أحد ربى عن علمه، ويجوز أن يكون ربى فاعلا: أى لايجد الكتاب ضالا: أى ضائعا كقوله تعالى " ضل من تدعون " ومفعول (ينسى) محذوف: أى ولاينساه، ويقرأ بضم الياء: أى لاينسى أحد ربى أو لاينسى الكتاب.
قوله تعالى (مهدا) هو مصدر وصف به، ويجوز أن يكون التقدير: ذات مهد، ويقرأ مهادا مثل فراش، ويجوز أن يكون جمع مهد (شتى) جمع شتيت مثل مريض ومرضى، وهو صفة لازواج أو لبنات (والنهى) جمع نهية، وقيل هو مفرد.
قوله تعالى (بسحر مثله) يجوز أن يتعلق بلنأتينك، وأن يكون حالا من الفاعلين (فاجعل بيننا وبينك موعدا) هو هاهنا مصدر لقوله تعالى (لانخلفه نحن ولاأنت مكانا) أى في مكان، (سوى) بالكسر صفة شاذة مثله قوم عدى، ويقرأ بالضم وهو أكثر في الصفات، ومعناه وسط، ويجوز أن
[١٢٣]
يكون مكانا مفعولا ثانيا لاجعل وموعدا على هذا مكان أيضا، ولاينتصب بموعد لانه مصدر قد وصف، وقد قرئ سوى بغير تنوين على إجراء الوصل مجرى الوقف.


الصفحة التالية
Icon