والثالث أن أصله ننجى بفتح النون الثانية، ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في " تظاهرون " وهذا ضعيف أيضا لوجهين: أحدهما أن النون الثانية أصل وهى فاء الكلمة، فحذفها يبعد جدا. والثانى أن حركتها غير حركة النون الاولى، فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون، ألا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية.
قوله تعالى (رغبا ورهبا) مفعول له، أو مصدر في موضع الحال، أو مصدر على المعنى.
قوله تعالى (والتى أحصنت) أى واذكر التى، ويجوز أن يكون في موضع رفع: أى وفيما يتلى عليك خبر التى، و (فيها) يعود على مريم، و (آية) مفعول ثان.
وفى الافراد وجهان: أحدهما أن مريم وابنها جميعا آية واحدة، لان العجب منهما كمل. والثانى أن تقديره وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوف عليه، وقيل المحذوف هو الاول، وآية المذكور للابن.
قوله تعالى (أمتكم) بالرفع على أنه خبر إن، وبالنصب على أنه خبر أو عطف بيان، و (أمة) بالنصب حال، وبالرفع بدل من أمتكم، أو خبر مبتدأ محذوف قوله تعالى (وتقطعوا أمرهم) أى في أمرهم.
أى تفرقوا، وقيل عدى تقطعوا بنفسه، لانه بمعنى قطعوا: أى فرقوا، وقيل هو تمييز: أى تقطع أمرهم.
و (له) أى للسعى، وقيل يعود على من.
[١٣٧]
قوله تعالى (وحرام) يقرأ بالالف وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف. وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف، وهو في ذلك كله مرفوع بالابتداء، وفى الخبر وجهان: أحدهما هو (أنهم لايرجعون) و " لا " زائدة: أى ممتنع رجوعهم إلى الدنيا، وقيل ليست زائدة: أى ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم، والجيد أن يكون أنهم فاعلا سد مسد الخبر.


الصفحة التالية
Icon