قوله تعالى (وما لنا) ما في موضع رفع بالابتداء، ولنا الخبر، و (لا نؤمن) حال من الضمير في الخبر، والعامل فيه الجار: أى مالنا غير مؤمنين، كما تقول: مالك قائما (وما جاء نا) يجوز أن يكون في موضع جر: أى وبما جاء نا (من الحق) حال من ضمير الفاعل، ويجوز أن تكون لابتداء الغاية: أى ولما جاء نا من عند الله، ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر، والجملة في موضع الحال (ونطمع) يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن: أى ومالنا لانطمع، ويجوز أن يكون التقدير: ونحن نطمع، فتكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن، و (أن يدخلنا) أى في أن يدخلنا، فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه.
قوله تعالى (حلالا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مفعول كلوا، فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لانه صفة للنكرة قدمت عليها، ويجوز أن تكون " من " لابتداء غاية الاكل، فتكون متعلقة بكلوا كقولك: أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة.
والوجه الثانى أن يكون حالا من " ما " لانها بمعنى الذى، ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق.
والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف: أى أكلا حلالا، ولايجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله، لان ذلك يمنع من أن يعود إلى " ما " ضمير.
قوله تعالى (باللغو في أيمانكم) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون متعلقة بنفس اللغو لانك تقول: لغا في يمينه، وهذا مصدر بالالف واللام يعمل ولكن معدى بحرف الجر.
والثانى أن تكون حالا من اللغو: أى باللغو كائنا أو واقعا في أيمانكم.
والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم (عقدتم) يقرأ بتخفيف القاف وهو الاصل، وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها، ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين
[٢٢٥]


الصفحة التالية
Icon