قوله تعالى (وأنتم حرم) في موضع الحال من ضمير الفاعل في تقتلوا، و (متعمدا) حال من الضمير الفاعل في قتله (فجزاء) مبتدأ والخبر محذوف، وقيل التقدير. فالواجب جزاء، ويقرأ بالتنوين، فعلى هذا يكون (مثل) صفة له أو بدلا، ومثل هنا بمعنى مماثل، ولايجوز على هذه القراء ة أن يعلق من النعم بجزاء، لانه مصدر ومايتعلق به من صلته، والفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز، لان الموصول لم يتم فلا يوصف ولايبدل منه، ويقرأ شاذا " جزاء " بالتنوين، ومثل بالنصب، وانتصابه بجزاء، ويجوز أن ينتصب بفعل دل عليه جزاء: أى يخرج أو يؤدى مثل، وهذا أولى فإن الجزاء يتعدى بحرف الجر، ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل، وإعراب الجزاء على ماتقدم، ومثل في هذه القراء ة في حكم الزائدة، وهو كقولهم: مثلى لايقول ذلك: أى أنا لاأقول، وإنما دعا إلى هذا التقدير أن الذى يجب به الجزاء المقتول لامثله، وأما (من النعم) ففيه أوجه: أحدها أن تجعله حالا من الضمير في قتل لان المقتول يكون من النعم، والثانى أن يكون صفة لجزاء إذا نونته: أى جزاء كائن من النعم، والثالث أن تعلقها بنفس الجزاء إذا أضفته، لان المضاف إليه داخل في المضاف فلا يعد فصلا بين الصلة والموصول، وكذلك إن نونت الجزاء ونصبت مثلا لانه عامل فيهما فهما من صلته، كما تقول: يعجبني ضربك زيدا بالسوط (يحكم به) في موضع رفع صفة لجزاء إذا نونته، وأما على الاضافة فهو في موضع الحال، والعامل فيه معنى الاستقرار المقدر في الخبر المحذوف (ذوا عدل) الالف للتثنية، ويقرأ شاذا " ذو " على الافراد، والمراد به الجنس، كما تكون " من " محمولة على المعنى، فتقديره: على هذا فريق ذو عدل أو حاكم ذو عدل، و (منكم) صفة لذوا، ولايجوز أن يكون صفة العدل لان عدلا هنا مصدر غير وصف (هديا) حال من الهاء في به وهو بمعنى
[٢٢٧]