و(أَدْخَلُوا) أي والراء أدخلوا إلى ظهر اللسان قليلاً، وذلك لانحرافه إلى ( اللام) ويقضي هذا بتقديم ( الراء ) على ( النون ) وهو أولى، وذهب يحيى والفراء وقطرب والجرمي إلى توحيد مخرج الحروف الثلاثة، والأولى ما ذكره الناظم على ما يظهر.
وتسمى هذه الأحرف زلقية لخروجها من زلق اللسان وهو طرفه.
وقوله :
(وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ )
أي هذه الأحرف الثلاثة تخرج من طرف اللسان أيضاً ومن أصول عليا الثنايا، وتسمى الثلاثة نطعية لخروجها من نَطْع غَار الحنك الأعلى وهو سقفه.
وقوله :
(والصَّفِيْرُ مُسْتَكِنْ)
أي حروف الصفير وهي : الصاد، والزين، والسين.
وقوله :
( مستَكِنْ )
أي طرف اللسان مستكن بين الثنايا العليا والسفلى فلا هو إلى الثنايا العليا أقرب، ولا إلى السفلى أقرب فهو بينها مستكن.
لذا قال :
(مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَى)
وتسمى هذه الحروف أسلية، وذلك لخروجها من أسلة اللسان أي مستدق طرفه، وسيأتي معنى تسميتها بالصفير في الكلام على الصفات إن شاء الله.
وقوله :
(وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيَا)
يعنى مخرج الظاء، والذال، والثاء من طرف اللسان ملتصقاً بأطراف الثنايا العليا، وتسمى هذه الأحرف الثلاثة : لثوية نسبة إلى اللثة وهى اللحم النابت حول الأسنان.
وقوله:
(مِنْ طَرَفَيْهِمَا )
أي من طرف اللسان وطرف الثنايا العليا.
ويتضح من ذلك أن مخارج اللسان عشرة، وحروفه ثمانية عشر.
ثم أخذ في بيان مخارج الشفتين وحروفهما فقال :
(وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ)
أي السفلى مع أطراف الثنايا العليا مخرج الفاء.
٠٠٠٠٠٠٠وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ | فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ |
ثم قال :
(لِلشَّفَتَيْنِ الْوَاوُ بَاءٌ مِيْمُ)
بانفتاحهما من الأول وانطباقهما في الآخرين.