والنوع الثاني : هو المكروه كراهة تحريمية وهو تلاوة آيات متفرقات آية من هنا وآية من هنا وآية من هنا. كأن يقول :( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين )، ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.... )، ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم.... )، ( واذكر في الكتاب مريم.... ).. وهكذا زعماً أنه يتلو قرآناً، فهذا مكروه كراهة تحريمية إلا إن كان في مجلس علم لَزِم منه سرد آيات لبيان موضوع درس فمثل هذا يتجاوز عنه إن شاء الله.
النوع الثالث : وهو الحرام وهو تلاوة الآيات منكوسة كأن يتلو آية ثم التي قبلها ثم التي قبلها ثم التي قبلها، مثال ذلك أن يقول :( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )، ( الذين يرثون الفردس هم فيها خالدون )، ( أولئك هم الوارثون ) والعياذ بالله من ذلك فهذا حرام مطلقاً.
النوع الرابع : هو الكفر بعينه وهو أن يجعل أول الآية آخرها، وآخرها أولها فذلك كفر والعياذ بالله إن تعمده.
هذا ما قاله العلماء في التنكيس.
وبين الأنفال والتوبة ثلاثة أوجه :
أولاً : الوقف.
ثانياً الوصل.
ثالثاً السكت.
فالوقف : أن يقول :( إن الله بكل شيء عليم ). ( براءة من الله ورسوله ) متنفساً بينهما.
والوصل أن يقول :( إن الله بكل شيء عليم براءة من الله ورسوله ).
والسكت : أن يسكت على اسمه ( عليم ) بأي وجه من وجوه العارض الآتية بلا تنفس مقدار حركتين مستأنفاً ( براءة ).
قال الإمام الحسيني في إتحافه :

وللكل قف صل في عليم براءة أواسكن وبين الناس والحمد بسملا
ومعنى قوله :( وبين الناس والحمد بسملا )
أن الذي يقرأ بقراءة أو رواية ليس فيها التسمية بين السورتين يجب عليه أن يبسمل ما بين آخر الناس وأول الفاتحة لأنها ختمة جديدة.


الصفحة التالية
Icon