قال صاحب التحفة :-
( وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا ) أي قبل الحروف.
( لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا ) أي لذي العقول.
أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ | إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ |
فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ | وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ |
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى | وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى |
وَالثَّالِثُ الإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ | مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ |
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي | لِقُرْبِهَا وَلاتِّحَادِ فَاعْرِفِ |
وقال ابن الجزري في المقدمة :-
.................................................................. وأخفين
الْمِيْمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى | بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا |
( على المُختار ) أي على المذهب القوي وإلا فقد ورد كما ذكرتُ الإخفاء والميم الخالصة، لكن الإخفاء أشهر وأقوى.
وقال :
( وَأظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الأَحْرُفِ ) يعنى بذلك الإظهار الشفوي.
( وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي) (١) للقرب في الفاء والتجانس في الواو.
وقوله :
(وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ.......................... )
يدل على إدغام الميم في الميم لأنهما متماثلتان والله أعلم.
المبحث الخامس
في حكم الميم والنون المشددتين
ويسميان حرفا غنة مشدد، وبعضهم يسمي كلاً منهما : حرفٌ أغن. وقد تقدمت الغنة لغةً واصطلاحاً، ومثالها في الميم ( ثمَّ – لمَّا – أمَّا ) وهي لا تتغير في الميم أبداً فتعد غنة أصلية، وأما في النون فلها حكمين غنة أصلية لا تتغير كـ ( إنَّ، وأنَّ، هنَّ، عليهنَّ ) ويسمى لكل منهما حرف غنة مشدد واجب.
(١) القائل سليمان الجمزوري في تحفة الأطفال.