وقوله :
( لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ )
أي إذا علموا كيفية المخارج وأعدادها، وكيفية الصفات وأعدادها، قامت الحروف مقامها، وأخذت حقها ومستحقها، فكان لفظه بأفصح اللغات، وهي لغة العرب.
قال ﷺ :( أُحِبُّ العرب لثلاث : لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة في الجنة عربي )(١) فأفصح اللغات أي اللغة العربية.
( مُحَرري ) أي واجب عليهم أن يعلموا ما ذكر حال كونهم محرري أي: محققي.
( التَّجوِيدِ وَالمَوَاقِفِ ) يعنى أن يعلموا مخارج الحروف وصفاتها، والتجويد، والوقف والابتداء.
سُئِلَ الإمام علي كرم الله وجهه عن قوله تعالى :( ورتل القرآن ترتيلاً ) فقال : هو معرفة الوقوف، وتجويد الحروف.
وقوله :( والمواقف ) يعنى محال الوقوف ومحال الابتداء.
( وما الذي رُسِّمَ في المصاحف ) أي يعلموا علوم رسم المصحف، كذا قرأناها (رُسِّمَ ) وقرئت ( ما الذي رُسِمَ في المصاحف ).
( من كل مقطوع وموصول بها )، أي يعلموا المقطوع والموصول.
( وتاءِ أنثى لم تكن تُكتَب بها ) أي يعلموا أقسام التاءات في القرآن الكريم، وهى تنقسم إلى أقسام سنذكرها فيما بعد إن شاء الله.
والتجويد لغةً : التحسين.
واصطلاحاً : إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجاً وصفةً.
وطَريقه التَّلَقِّي من أفواه الشيوخ، قال تعالى ( وإنك لتُلَقَّى القرآن من لدن حكيم عليم )(٢) فقال :( تُلَقَّى ) ولم يقل ( تسمع ) أو( تقرأ ) فالرسول ﷺ يتلقاه عن جبريل، وجبريل يَتَلَقاه عن اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ عن رب العزة جل وعلا.

(١) موضوع. رواه الطبراني في الكبير ( ١١٢٩٦)، والأوسط ( ٥٧٢٧)، والخطيب في تاريخ دمشق ( ٧٦٧٦، ٧٢٤٤) والبيهقي في الشعب ( ١٤٠٧، ١٥٥٦)، والحاكم في المستدرك ( ٧٠٧٢، ٧٠٧٣)، ، خرجه الألباني في الضعيفة ( ١٦٠)، وفي ضعيف الجامع ( ١٧٣).
(٢) النمل - ٢٧.


الصفحة التالية
Icon