اعلم- أخي القارئ- أن سورة التوبة لا يوجد بأولها بسملة، وذلك لأسباب سوف نتكلم عنها عند الكلام عن البسملة. ولكن هناك الاستعاذة وصيغتها هي: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وهذا إذا كان القارئ مبتدئًا بها. علمًا بأن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم - بإجماع العلماء- ولكنها سنة عن رسول الله (()، عن نافع بن مطعم عن أبيه أن رسول الله (() أنه استعاذ قبل القراءة يقول: أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيطاَن الرَّجِيمِ.
(البسملة (
اعلم - أخي القارئ أعزك الله- أن البسملة سنة عن رسول الله (()، قال الإمام الشاطبي- رحمه الله:
وبسمل بين السورتين بسنة
.............................
ولكن اختلف العلماء في أنها آية من القرآن أم لا، فذهب بعضهم إلى أنها لست آية، وهذا هو قول المالكية، وذهب البعض الآخر على أنها آية، وهذا قول الشافعية، ولكن لنا أن نعرف أن حفصًا عن عاصم ذهب إلى أنها آية من الفاتحة، وسنة في كل سورة إلا سورة التوبة.
والخلاصة في ذلك أن البسملة آية من الفاتحة، وسنة في أوائل السور وبين السور للفصل بين السور، إلا في سورة التوبة، فلا يفصل بين الأنفال والتوبة بالبسملة.
ولكن هناك سؤال: لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة كباقي سور القرآن؟ وما أوجه القراءة بين الأنفال والتوبة؟
ورد أن البسملة منعت في أول سورة التوبة، وهذا بالإجماع على أن سورة التوبة نزلت أثناء قتال المسلمين بالمشركين والمنافقين، والبسملة فيها رحمة، والموقف لا يتطلب رحمةً على الكافرين. وهناك رأي آخر، هو أن رسول الله (() قال في حديث ما معناه: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل السبع المثاني، وفضلت بالمفصل".
فالسبع الطوال هي من أول البقرة إلى سورة التوبة، ولذلك عد العلماء سورة الأنفال والتوبة سورةً واحدةً.
أوجه القراءة بين سورتي الأنفال والتوبة: