اعلم أخي القارئ أن كلمة مخارج هي جمع مخرج، والمخرج هو محل خروج الحرف، وإذا أردت أن تعرف مخرج أي حرف فعليك أن تشدد الحرف أو تسكنه، وتدخل عليه همزة الوصل بأي حركة، فحيث ما انقطع الصوت فهذا هو مخرج الحرف.
ومخارج الحروف أخي القارئ تنقسم إلى: مخارج عامة، ومخارج فرعية.
أولاً- المخارج العامة هي خمسة مخارج:
١. الجوف: هو الخلاء الداخل في الفم.
٢. الحلق: هو يبدأ مملي يلي الصدر وينتهي عند لسان المزمار.
٣. اللسان.
٤. الشفتان.
٥. الخيشوم.
وتنحصر هذه المخارج الخمسة في ثلاثة، وهي: الحلق، واللسان، والشفتان.
ثانيًا- المخارج الفرعية هي التي تتفرع من المخارج العامة، وكل مخرج يشتمل على مخرج واحد، ولقد ذهب العلماء في عدد هذه المخارج إلى ثلاثة مذاهب:
أولاً- ذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى أنها سبعة عشر مخرجًا، وعلى هذا القول ذهب الإمام محمد بن الجزري.
ثانيًا- ذهب سيبويه إلى أنها ستة عشر مخرجًا بإسقاط مخرج الجوف، وإسناد حروفه إلى مخارج الحروف المماثلة لها، فمثلاً الألف المدية مع مخرج الهمز، والياء المدية مع مخرج الياء المتحركة الأصلية من وسط اللسان، والواو المدية مع مخرج الواو المحركة الأصلية من الشفتين، وعلى هذا ذهب الإمام الشاطبي على أنها ستة عشر مخرجًا.
ثالثًا- ذهب الفراء ومن معه من النحويين إلى أن عدد مخارج الحروف هو أربعة عشر مخرجًا، وذلك بإسقاط مخرج الجوف، وإسناد حروفه كما سبق، وجعل مخرج النون والراء واللام مخرجًا واحدًا.
ولكننا- أخي القارئ- سنتكلم في هذا الموضوع - إن شاء الله- على مذهب الخليل بن أحمد والإمام الجزري على أن مخارج الحروف سبعة عشر مخرجًا، وهو المذهب المختار، وهي كالآتي:
أولاً- الجوف:
وهو الخلاء الداخل في الفم والحلق، ويخرج منه حروف المد الثلاثة: الألف المفتوح ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، والواو المضموم ما قبلها، وتسمى هذه الحروف بـ"الحروف المدية أو الجوفية".


الصفحة التالية
Icon