أولاً- اللحن الجلي: وهو خطأ يطرأ على الكلمة فيغير اللفظ ويخل بالمعنى، وذلك بأن يخرج الحرف من غير مخرجه الطبيعي بأن يجعل الثاء مثلاً سينًا. مثال: ( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ( (١١)؛ فيتغير معنى الكلمة "فكثركم" أي من الكثرة إلى "فكسركم" من التكسير (التحطيم). أو أن يجعل التاء طاءً في مثل: "قانتون"، فتصبح "قانطون"، والقنوت معناه الخشوع، أما القنوط فهو الجزع واليأس. أو الصاد مثلاً سينًا مثل: الصلاة.
أو يكون اللحن بتغيير حركة إعرابية بدلاً من حركة أخرى، فمثلاً بدلاً من أن تقول: أنعمتَ، تقول: أنعمتُ. وهذا خطأ يغير المعنى. ويسمى اللحن الجلي بهذا الاسم لأنه ينجلي، أي: يظهر، ويستطيع أي شخص أن يعرفه ويدركه.
وحكمه: هو التحريم فهو حرام بإجماع العلماء ويأثم فاعله.
ثانيًا- اللحن الخفي: وهو خطأ يطرأ على الكلمة فيغير اللفظ، ولا يخل بالمعنى، وذلك يكون بمخالفة قواعد التجويد، كترك الغنة مثلاً، أو عدم تفخيم المفخم، أو ترقيق المرقق، وهذا على سبيل المثال، وحكمه هو الكراهة، أي: مكروه. وذهب بعض العلماء إلى تحريمه. هذا والله ورسوله أعلم.
(مراتب القراءة (
اعلم أخي القارئ للقرآن الكريم أن مراتب القراءة أربع:
أولاً- التحقيق: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه، وهو أيضًا تفكيك للحروف وإشباعها دون المغالاة في ذلك، وتكون هذه المرتبة في مقام تعلم وتعليم القرآن الكريم.
ثانيًا- الترتيل: وهو القراءة بطمأنينة وعلى مكث وتدبر، وإعطاء الحروف حقها ومستحقها، وهذه المرتبة هي أفضل المراتب استنادًا إلى قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً( (١٢)، وقال رسول الله ((): "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل". وهذه المرتبة هي مذهب ورش وعاصم وحمزة.