ثالثًا- الحدر: وهو القراءة بسرعة مع إعطاء كل حرف حقه ومستحقه، ومراعاة الأحكام، وهذه المرتبة هي مذهب ابن كثير المكي وأبي عمرو البصري وقالون.
رابعًا- التدوير: هو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر مع مراعاة الأحكام، وهو مذهب ابن عامر والكسائي.
(أركان القراءة (
اعلم- أخي القارئ- أن لكل شيء أركانًا، فأركان قراءة القرآن الكريم ثلاثة:
أولاً- صحة الإسناد، وهو أن نتلقى القرآن عن شيخ قارئ للقرآن سنده متصل برسول الله (().
ثانيًا- موافقة الرسم العثماني بالمصحف الشريف بمعنى أن تكون قراءتك موافقة لما رسم بالإثبات أو الحذف، أو الوصل أو القطع، ولو احتمالاً.
ثالثًا- أن توافق قراءتك وجهًا من أوجه النحو ولو ضعيفًا.
فإذا اختل ركن من هذه الأركان تعد القراءة شاذةً وغير صحيحة، ولا يعتدُّ بها، ولذلك يقول ابن الجزري- رحمه الله:
فكل ما وافق وجه نحو
وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسنادًا هو القرآن
فهذه الثلاثة الأركان
(الاستعاذة (
اعلم - أخي القارئ- أن الاستعاذة واجبة عند البدء بالقراءة، وهذا هو رأي جماعة من العلماء، والرأي الآخر ذهب إلى أنها مستحبة، وخلاصة القول: أن الاستعاذة لا بد منها عند ابتدائك للقراءة، سواء كانت في أول السورة أو في أي جزء من أجزاء السورة، ودليل وجوبها من القرآن الكريم، قال تعالى: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( (١٣).
وقال الإمام الشاطبي- رحمه الله:
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ
جهارًا من الشيطان بالله مسجلا
على ما أتى في النحل يسرًا وإن
تزد لربك تنزيهًا فلست مجهلا


الصفحة التالية
Icon