الطاعات، بل أجمل ذلك فقال: ﴿حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ﴾، فدخل في ذلك جميع الطاعات"١.
ومن الآيات التي تدل على هذا المعنى قوله تعالى:
﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ٢، ونحوها.
ومن الأَحاديث التي ورد فيها لفظ الإِيمان مطلقاً دالاً على كماله، حديث شعب الإِيمان المشهور، وفيه قال صلى الله عليه وسلم:
"الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ"٣.
وسيأتي قريباً - إِن شاء اللَّه - بيان طبيعة هذا الإِيمان وبعض أدلته، وإِنما المراد ذكر نماذج من النصوص التي تدل على اختلاف المعاني التي تراد بلفظ الإِيمان.

١ مجموع الفتاوى لابن تيمية، (٧/٤٢).
٢ سورة الشورى الآية رقم (٥٢).
٣ رواه مسلم، كتاب الإِيمان، باب بيان عدد شعب الإِيمان، (٥٧)، صحيح مسلم، (١/٦٣).


الصفحة التالية
Icon