﴿مَثَلُ الجَنّةِ الّتِي وُعِدَ المُتّقُونَ﴾ ١، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ﴾ ٢... "٣.
وكذلك يلاحظ التداخل بين معنى الوصف والمثل في قوله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللّؤْلُؤِ المَكْنُونِ﴾ ٤.
فاللؤلؤ المكنون مثل واحد، وإنما جمعت كلمة "أمثال" لمراعاة أوصاف اللؤلؤ المكنون المتعددة، فيكون المراد تشبيه الحور العين بأوصاف اللؤلؤ المكنون، من صفاء اللون، وجماله، ونعومة ملمسه، ونحوها، وليس المراد تشبيه حال الحور بحال اللؤلؤ في كونه مكنوناً، بل بأوصافه التي تكون أحسن ما تكون حال كونه مكنوناً، واللَّه أعلم.
وعلى هذا، فلو قيل: إن تفسير لفظ "مثل" بمعنى الوصف هو الأصل، لم يكن ذلك بعيداً على اعتبار ما تقدم من أن التمثيل إنما يراد به وصف الممثَّل له بمقايسته بأوصاف الممثَّل به.

١ سورة الرعد، الآية رقم (٣٥)، وسورة محمد، الآية رقم (١٥).
٢ سورة الحج، الآية رقم (٧٣).
٣ دقائق التفاسير، (٤/ ٥٢٣).
٤ سورة الواقعة الآيتان (٢٢-٢٣).


الصفحة التالية
Icon