وقال تعالى: ﴿وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدّونَ وَقَالُوَاْ أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ ١.
الذي ضرب المثل - واللَّه أعلم - هم كفار قريش، بدليل قوله تعالى: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً﴾ أي ذكروه ونصبوه في معرض المجادلة ليكون شاهداً وحجة على صحة ما هم عليه من الباطل من عبادة الأوثان، وليبطلوا به ما قرره النبي ﷺ من بطلان عبادتها وأنها مع مَن عبدها في نار جهنم.
كما ورد لفظ "مثل" بمعنى الحجة والشاهد على الحق في الآية التي بعدها في قوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لّبَنِيَ إِسْرَائِيلَ﴾، قال ابن كثير - رحمه اللَّه - في تفسير قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لّبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ :"أي دلالة وحجة وبرهاناً على قدرتنا على ما نشاء"٢.
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرّفْنَا لِلنّاسِ فِي هََذَا الْقُرْآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النّاسِ إِلاّ كُفُوراً﴾ ٣ وقال: {وَلَقَدْ صَرّفْنَا فِي هََذَا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِن كُلّ مَثَلٍ وَكَانَ
٢ تفسير القرآن العظيم، (٤/١٣٣).
٣ سورة الإسراء، الآية رقم (٨٩).