إلى نور الإيمان وما يستلزمه من الفطرة السليمة.
القول الثالث: أن النور الثاني هو الحجج والبراهين الكونية التي نصبها الله لعباده، ورجح هذا ابن جرير - رحمه الله -، لكنه لم يذكر أن أحدا من السلف قال به. ١
وهذا القول فيه نظر وذلك أن تفسير النور الثاني الذي يعطاه المؤمن بالحجج والبراهين الكونية لا يستقيم للاعتبارات الآتية:

١- أن النور كائن في القلب. كما نص على ذلك كثير من علماء السلف ومن بعدهم من العلماء والمفسرين - ومنهم ابن جرير -، والآيات الكونية خارج القلب.
٢- أن النور الممثّل له جعله الله للمؤمن. والآيات الكونية منصوبة للمؤمن وغيره.
٣- إذا كان المراد هي: الحجج والبراهين والعبر المستخلصة بالنظر، فهذه ثمرة التفكر الذي لا يكون صحيحا مسدداً إلا بالنور، فهي نتيجة النور وليست من ماهيته.
٤- إذا قيل أن المراد بالنور هو: تفكر المؤمن ونظره، الذي هو آلة
١جامع البيان (٩/٣٢٨).


الصفحة التالية
Icon