"القلوب أربعة: قلب مصفح فذلك قلب المنافق، وقلب أغلف فذاك قلب الكافر، وقلب أجرد كأن فيه سراجاً يزهر، فذاك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان، فمثله مثل قرحة يمدها قيح ودم، ومثله مثل شجرة يسقيها ماء خبيث وطيب، فأيما غلب عليها غلب"١.
وحياة القلب وبصيرته تكون بهذا النور الذي يجعله الله في قلوب المؤمنين، واستمرارها باستمراره.
فحياة القلب مستفادة من الإيمان الذي يكتبه الله في قلب المؤمن، وبصيرته مستفادة من النور القائم فيه.
وبالمقابل موت القلب وعماه إنما يكون بخلوه من الإيمان والنور، فالموت سببه خلو القلب من الإيمان، وعمى القلب سببه انطفاء نوره وانعدامه.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "فالمؤمن حي القلب مستنيره، والكافر والمنافق ميت القلب مظلمه"٢.

١ رواه الحافظ أبو بكر محمد بن أبي شيبة في كتاب الإيمان، (ح ٥٤)، ص (١٧). ضمن كتاب من كنوز السنة رسائل أربع تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وقال الألباني عن هذا الحديث: "حديث موقوف صحيح".
٢اجتماع الجيوش الإسلامية، ص (٢٣)


الصفحة التالية
Icon