والفتيلة صالحة قابلة للاشتعال، متفاعلة مع الشعلة التي توقدها، وهذا يقابل النور الذي يقذفه الله في قلب عبده الذي شرح صدره للإسلام.
العلاقة بين الفطرة على الحق ووظيفة التعقل:
إن من الفطرة ما أودعه الله في قلوب الناس من القدرة على التعقل والتفكر التي هي آلة القلب ووظيفته.
ومن الفطرة أيضا ما أودع الله في القلوب من القوة على معرفة الحق، والتي عبر عنها ابن القيم بقوله المتقدم: "إن الفطرة قوة تقتضي معرفة الحق وإيثاره على ما سواه".
وبين هذين الأمرين وجوه اتفاق ووجوه اختلاف، أما وجوه الاتفاق فهي:
١- أن كلا منهما مُودَع في القلب خلقةً.
٢- أن دور كل منهما هو: التعرف على ما يؤديه البصر والسمع والفكر.
والفارق بينهما:
١- أن المعارف المودعة في الفطرة أُوجدت فيها بأصل الخلقة، وأما المعارف المستفادة بوظيفة التعقل فهي مكتسبة.
٢- أن ما أُودع في الفطرة من المعرفة لا يكون إلا حقاً، وقد تصرف عنه. أما ما يكتسب بالتعقل فقد يكون حقاً أو خلافه حسب نور


الصفحة التالية
Icon