إلى ولاية الله، ورفع الذل والمهانة عن المسلمين.
من أولئك محقق كتاب [مشكاة الأنوار] حيث قال: "لم تلق رسالة [مشكاة الأنوار] من عناية الباحثين ما لقيه بعض كتب الغزالي الأخرى على الرغم من أهميتها ومنزلتها العالية بين كتب المؤلف، التي كتبها في عصر نضجه، والرسالة جديرة بالدراسة والتحليل العميق لما تلقيه من ضوء على بعض المسائل التي عالجها الغزالي في كتب سابقة عليها، ولأنها تصور الموقف النهائي الذي وقفه من هذه المسائل، وقد جرؤ فيها على ما لم يجرؤ بالتصريح بمثله في أي موقف آخر، فقد أشرف فيها على القول بوحدة الوجود"١.
وقد أشار محقق٢ كتاب: [الأمثال في القرآن الكريم لابن القيم] إلى شرح الغزالي لمثل النور في كتابه [مشكاة الأنوار] مثنيا عليه، مدعيا أن المثل لازال بحاجة إلى تأمل ونظر باطني لمن كان له ذوق صوفي، وعلم بالأشعة والأنوار، ليدرك منه تصورا لوجود العالم وقيامه بوجود الواحد القهار! ٣
فانظر كيف لم يقنع بتلك الضلالات التي حواها كتاب [مشكاة

١ مشكاة الأنوار، تصدير المحقق، د. أبو العلا عفيفي، ص (٧).
٢ سعيد محمد نمر الخطيب.
٣ انظر: الأمثال في القرآن الكريم لابن قيم الجوزية، ت: سعيد محمد نمر، ص (١٩٧) الهامش.


الصفحة التالية
Icon