السماوات والأرض، وهادي أهل السماوات والأرض.
أما النور الذي هو من أوصافه سبحانه ومنه اشتق له اسم "النور" فهو ثابت من نصوص أخرى سيأتي بيانها قريبا - إن شاء الله...
وقد رجح ابن جرير - رحمه الله - أن معنى قول الله تعالى: ﴿الله نُور السماوات وَالأرْضِ﴾ هو: "هادي من في السماوات والأرض، فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهداه من حيرة الضلال يعتصمون"١.
وقد بين - رحمه الله - وجه ترجيح هذا المعنى بقوله: "وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك لأنه عقب قوله: ﴿وَلَقد أَنْزَلْنَآ إليكُمْ آيَاتٍ مُبَيّنَاتٍ ومَثلاً مِن الَّذين خَلَوْا مِنْ قَبلكم ومَوْعِظَةً للمتَّقِين﴾ فكان ذلك بأن يكون خبرا يقع تنزيله من خلقه، ومن مدح ما ابتدأ بذكر مدحه، أولى وأشبه، ما لم يأت ما يدل على انقضاء الخبر عنه من غيره، فإذا كان كذلك، فتأويل الكلام: ولقد أنزلنا إليكم أيها الناس آيات مبينات الحق من الباطل، ﴿ومَثلاً مِن الَّذين خَلَوْا مِنْ قَبلكم ومَوْعِظَةً للمتَّقِين﴾ فهديناكم بها، وبينا لكم معالم دينكم بها، لأني هادي أهل السماوات وأهل الأرض... ثم ابتدأ في الخبر عن مثل هدايته خلقه بالآيات المبينات التي أنزلها إليهم،

١ جامع البيان، (٩/٣٢٠).


الصفحة التالية
Icon