الربوبية، والقيومية، والنور.
وهي من أسمائه الدالة على صفة فعلية، فهو الذي يرب خلقه ويصرف شؤونهم، وبه قامت السماوات والأرض ومن فيهن، وهو المنور لهما الهادي لأهلهما.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "إن الحديث تضمن ثلاثة أمور شاملة عامة للسموات والأرض وهي: ربوبيتهما، وقيوميتهما، ونورهما.
فكونه سبحانه رباً لهما، وقيوما لهما، ونورا لهما أوصاف له.
فآثار ربوبيته، وقيوميته، ونوره، قائمة بهما.
وصفة الربوبية مقتضاها هو المخلوق المنفصل. وهذا كما أن صفة الرحمة والقدرة والإرادة والرضى والغضب قائمة به سبحانه، والرحمة الموجودة في العالم، والإحسان والخير، والنعمة والعقوبة، آثار تلك الصفات، وهي منفصلة عنه. وهكذا علمه القائم به هو صفته. وأما علوم عباده فمن آثار علمه، وقدرتهم من آثار قدرته"١.
وعلى هذا فالنور يضاف إلى الله على أنه منور لغيره، وإنارته لغيره فرع عن كونه نوراً في نفسه، وليس في الموجودات ما هو مُنوِّر لغيره وهو

١ مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن القيم (٢/١٩١).


الصفحة التالية
Icon