سبحانه كما في قوله: ﴿الله نُور السماوات وَالأرْضِ﴾ ١.
وقول النبي ﷺ في الحديث: "أنت نور السماوات والأرض"٢.
قال ابن تيمية - رحمه الله -: "النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمى الله نور السماوات والأرض، وقد أخبر النص أن الله نور، وأخبر أيضا أنه يحتجب بالنور، فهذه ثلاثة أنوار في النص"٣.
الثاني: إن الأمة تلقته بالقبول وأثبتوه في أسماء الله الحسنى ولم ينكره أحد من السلف ولا أحد من أئمة أهل السنة.
ومراد ابن القيم - رحمه الله - بقوله: "وأثبتوه في أسمائه الحسنى" يقصد بذلك من عني من السلف بتتبع الأسماء الحسنى وحصرها، سواء فيما أدرج في حديث أبي هريرة٤ رضي الله عنه: "إن لله تسعة وتسعين اسماً"٥

١ سورة النور آية (٣٥).
٢ تقدم تخريج الحديث ص (٣٥١).
٣ دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية، (٤/٤٧٧).
٤ أبو هريرة الدوسي اليماني، اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال، أرجحها عبد الرحمن بن صخر، أسلم أبو هريرة عام خيبر في السنة السابعة، وشهد خيبراً، ولازم النبي ﷺ حتى وفاته، وكان أحفظ الصحابة للحديث، توفي سنة ٥٩ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء ٢/٥٧٨، والبداية والنهاية (٨/١١١).
٥ رواه الترمذي، كتاب الدعوات، (ح ٣٥٧٤)، سنن الترمذي (٥/١٩٢) وقال: "هذا حديث غريب... وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا نعلم في كبير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا من هذا الحديث".
وقال ابن كثير - رحمه الله -: "والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه". تفسير القرآن العظيم، (٢/٢٦٩).


الصفحة التالية
Icon