الفائدة الثانية: دلالة المثل على أن النور والهداية للإيمان من الله تعالى، وأن سببها من الإنسان.
لقد تقرر عند دراسة المثل أن الغرض من ضربه إنما هو لبيان حقيقتين هامتين.
الحقيقة الأولى: مستفادة من قوله: ﴿مثلُ نُورِه﴾ : وهي أن أصل الإيمان يكون من الله عندما يشرح صدر عبده المؤمن للإسلام ويجعل له نوراً فيبدأ به النور والحياة.
وهذا هو فعل الله، وخلقه للهداية في قلوب العباد إذا استحقوا ذلك واقتضت الحكمة أن يُهدوا.
وسوف يأتي بيان أن الهداية والإضلال من فعل الله تعالى، عند دراسة مثل الظلمات ضمن فوائده.
الحقيقة الثانية: مستفادة من تشبيه العلم المستفاد من الوحي الواصل للقلب بالزيت الجيد.
والذي يدل على أن قبول العبد وإنابته لما نزل من الحق وتشربه له هو السبب في هداية الله له، وإيقاد النور في قلبه.
والسبب الذي جعله الله لابتداء النور والإيمان والهداية، هو نفسه السبب في استمرارها وزيادتها، فاستدامة النور وقوته وسلامته، وتنامي حياة القلب إنما تكون بالعلم بالكتاب والسنة، والعمل به، فهي غذاؤه،


الصفحة التالية
Icon