فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} فهؤلاء الرجال الذين - أثنى الله عليهم - لقوة بصائرهم لا ينشغلون بالبيع والتجارة- مع أهميتها لحياتهم وحبهم لها - عن مهمات دينهم وفرائض ربهم.
رأى عبد الله بن مسعود١ رضي الله عنه قوما من أهل السوق حيث نودي بالصلاة، وتركوا بياعاتهم، ونهضوا إلى الصلاة، فقال عبد الله: "هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه ﴿رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه﴾ "٢.
فمن آثار نور العلم والإيمان القائم في قلوب المؤمنين أنه يكشف لهم محاسن الأعمال والأقوال والأخلاق ومساوئها، وفاضلها ومفضولها، وما هو من متطلبات الإيمان مما هو من حاجات الأبدان، كما يكشف لهم محاب الله ومكارهه، وما هو من أسباب رضوانه أو سخطه.
ويكشف لهم ما يستقبلونه مما يكون عند الموت، وفي البرزخ، ويوم القيامة.
انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (٣/١١٠)، وأسد الغابة (٣/٣٨٤).
٢ جامع البيان لابن جرير (٩/٣٣٢).