للفطرة فهي لا تخرج عن هذين المعنيين:
فإما أن يكون في النفس الداعي لفعله أو تركه، أو يكون ذلك الأمر مغروساً في النفس من أصل الخلقة.
والله - سبحانه - خلق النفوس البشرية وفطرها على أمور:
منها ما فطروا عليه وله علاقة بشؤونهم الدنيوية المعيشية.
ومنها ما له علاقة بهدايتهم إلى الدين القويم.
ومنها أمور ركز في النفوس الداعي إليها فهي فطرية شرعية عقلية.
فهذه ثلاثة أنواع تنسب إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
فالأمور الدنيوية المركوزة في الفطر، مثل: حب التملك، والميل إلى النافع، والفرار من الضار، والشعور بالجوع،... ونحوها، وهي ما يسميه علماء النفس بالغرائز الفطرية، ويستوي فيها سائر البشر، وقد يشترك في بعضها مع الحيوان، وتدخل في عموم قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ ١.
وأما الأمور التي أُعطيَ الناس الداعي إليها: فمنها ما ذكر في الحديث٢ من قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والمضمضة

١ سورة طه آية (٥٠).
٢ انظر: صحيح الإمام مسلم، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة من (ح ٢٥٧ إلى ٢٦١).


الصفحة التالية
Icon