(الأول) : إعدادهم بالفطرة المتضمنة لأصل الهداية، والمستلزمة لتفاصيلها.
(الثاني) : إمدادهم بالرسل والكتب المنزلة التي تذكرهم بالفطرة وتدعوهم إلى مقتضاها، وتبين لهم مراد الله عز وجل.
(الثالث) : إمدادهم بالعقل الذي يتفكرون به، والذي يستند في نظره إلى ما أودع في الفطرة من المعطيات الضرورية، وفيما أظهر الله من الآيات الكونية، ويتدبرون به ما أنزل من البينات والهدى.
فالفطرة السليمة، والنظر الصحيح، يقبلان ما جاء به الأنبياء ويشهدان له، ويسكنان إليه ويطمئنان به، فهذه الثلاثة متكاملة في قبول الحق والترقي فيه. والله أعلم.
الأمر الثاني: الذي دلت عليه الآية ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا﴾ هو أن خلق الناس على الفطرة عام لجميعهم، وذلك سنة جارية لا تتخلف عن أحد من المكلفين.
وهذا المعنى مستفاد من قوله تعالى: ﴿فِطْرَةَ اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ ويشهد لهذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل إنسان تلده أمه على الفطرة"١.