فأخبر سبحانه أنه خلق النفوس سوية على الفطرة كما تقدم١ هذا المعنى في كلام ابن كثير -رحمه الله -. وأخبر أن الفلاح يكون بتزكيتها.
وتكون تزكية الفطرة بالتركيز على العلم المستمد من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح ليكون المصدر الأساس للتربية والتعليم، فتستمد جميع العلوم والمعارف المتعلقة بالدين من العقائد والشرائع والمناهج والآداب والأخلاق والمعاملات مما جاء به النبي ﷺ من الكتاب والحكمة.
وذلك مستفاد من تشبيه العلم بالزيت الذي يمد المصباح بالزيت الذي هو وقوده ومادة حياته، وكذلك العلم يمد الفطرة وما قام بها من نُور الإيمان بالعلم الذي هو أصل حياة القلب وصلاحه، والإخلال بهذا الأمر يؤدي إلى حرف الفطرة.
ويكون الإخلال إما بإهمال العلم فينشأ الناشِئُ جاهلا، فتبقى فطرته معطلة لا تترقى في معارج الخير، ويكون إمعة متأثراً بما حوله بلا بصيرة، أو يكون الإخلال بتعلمه من غير الكتاب والسنة فيتغذى قلبه من مستنقعات الأمم الجاهلية فتتغير فطرته.
ومما يتصل بالتزكية العناية بالتعليم العام ووسائل الإعلام وجعل مادتها موافقة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والاهتمام بإيجاد توافق وانسجام في مواد