وقال سبحانه في الآية التي تسبق النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنْ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ﴾ ١.
ثم نهى الله تعالى عن ضرب الأمثال له سبحانه بقوله: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ﴾ وبين علة ذلك النهي بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ٢.
ثم ضرب أمثالاً من الحق يبيّن لعباده فيها معالم التوحيد، وأنه لا يجوز أن يُسوَّى بينه وبين خلقه، وأن يُجعل المخلوق الضعيف العاجز شريكا له في شيء من ربوبيته أو إلهيته، فقال: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا... ﴾ ٣ الآيات.
وتضمن السياق بجانب ذلك ذكر جانب من معارضة المشركين لما نزل من الحق، وإيرادهم الشبهات للاستدلال لما هم عليه من الدين القائم على الشرك.
فمن ذلك احتجاجهم على شركهم بمشيئة الله وإرادته الكونية
٢ سورة النحل آية (٧٤).
٣ سورة النحل الآيتان (٧٥، ٧٦).