"فإنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد"١.
وقال ابن جرير - رحمه الله -: "فلا تمثلوا له الأمثال، ولا تشبهوا له الأشباه، فإنه لا مثل له ولا شبه"٢.
واختار هذا المعنى كثير من المفسرين. ٣
وتقدم في دلالة السياق ما يدل على هذا المعنى. حيث إن السورة ناقشت قضية الشرك في عبادة الله، واعتقادهم أن الملائكة بنات الله ونحو ذلك. ويؤكد هذه الدلالة الآية التي قبل النهي عن ضرب الأمثال لله، والتي يعيب الله فيها على من يشرك في عبادته، حيث قال: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنْ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ٤.
ويكون معنى قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾، على هذا القول:
٢ المرجع السابق.
٣ انْظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير، (٢/٥٧٨) ومعالم التنزيل للبغوي، (٥/٣٢)، وأضواء البيان للشنقيطي، (٣/٢٩٦) وغيرهم.
٤ سورة النحل الآيتان (٧٣-٧٤).