ومثل هذا الأسلوب ورد في موضع آخر من سورة (البقرة)، في قوله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ ١.
ثم ذكر أصول الآيات الدالة على ربوبيته الدالة على استحقاقه وحده للعبادة. بقوله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ ٢ الآية.
ثم عاب - سبحانه - على من خالف تلك الدلالة، واتخذ أنداداً من دون الله يحبهم كحب الله، ويصرف لهم العبادة.
قَال ابن جرير - رحمه الله -: "وأما قوله ﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾، فإنه خبر منه تعالى ذكره أنه لا رب للعالمين غيره ولا يستوجب على العباد العبادة سواه، وأن كل ما سواه فهم خلقه، والواجب على جميعهم طاعته والانقياد لأمره، وترك عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة، وهجر الأوثان والأصنام، لأن جميع ذلك خلقه، وعلى جميعهم الدينونة له بالوحدانية والألوهة، ولا تنبغي الألوهة إلا له، إذ كان ما بهم من نعمة في الدنيا فمنه، دون ما يعبدونه من الأوثان ويشركون معه من الإشراك، وما يصيرون إليه من نعمة في الآخرة فمنه،

١ سورة البقرة آية (١٦٣).
٢ سورة البقرة آية (١٦٤).


الصفحة التالية
Icon